سر الاهتمام بكوكب المريخ

المريخ :هو الكوكب الرابع من حيث بعده عن الشمس ،واسم المريخ هو اسم معرب من التسمية الرومانية مارس التي أشرنا إليها سابقا.

وعند مقارنة المريخ بكوكبي عطارد والزهرة نجد أنه أكثر شبها بالأرض علما أن قطره لا يتجاوز نصف قطر الأرض وكتلته تقارب عشر كتلتها ومعدل كثافته 3.96 غم/سم3 وسرعة الإفلات من الجاذبية 5 كم / ثانية .

حظي المريخ من بين جميع كواكب المنظومة الشمسية باهتمام الباحثين وذلك لاحتمال وجود حياة عليه. وقد تكون هذه الحياة بائدة أو لا تزال قائمة.كما وجِد أن المريخ يشبه الأرض في نواحٍ عديدة من حيث المناخ ومستودعات مياه محتملة وبراكين مشابهة لبراكين الكرة الأرضية من النواحي الجيولوجية. ومما جعل الباحثين والعلماء يعكفون على دراسة كوكب المريخ، وجود غاز الميثان، وهذا الغاز غالباً ما يقترن بأشياء حية.

في دراسات دقيقة للغلاف الجوي للمريخ، وجد أن غاز الميثان يوجد بكميات صغيرة، ولكنها ذات مغزى عظيم عند العلماء. فهي تعطي دليل على وجود حياة في مكان آخر من الكون. الماء سرّ وجود الحياة على كوكبنا الأرضي، وهناك احتمال وجود كميات كبيرة من المياه الجوفية على كوكب المريخ، إضافة إلى وجود أنشطة وتفاعلات كيميائية.

ما أصل الميثان CH4؟

فهم أصل الميثان ومصيره على كوكب المريخ يمدنا بأدلة قاطعة لمعرفة فيما إذا كان هناك حياة. إذ إن هناك دراسات متشائمة جداً من علماء البيئة تدل على أن الأرض بعد عدة قرون لن تكون مكان أمن للعيش. وهذه حقيقة لا تقبل الجدل عند المسلمين وبعض الديانات الأخرى. فنحن نؤمن بأن الحياة ستنتهي على كوكب الأرض ولكن تحت ظروف معينة. وغاز الميثان CH4 يوجد بكميات قليلة جداً – نحو 1 من 1750 جزءا من البليون من حجم الغلاف الجوي للأرض – وهو ناتج عن أصول بيولوجية وجزء بسيط نحو 5 في المائة ناتج عن ذوات الحوافر أكلة العشب مثل البقر والماعز والحيوانات ذوات الأصواف الكثيفة. وهناك مصادر أخرى مثل النمل الأبيض وتسرب الغازات الطبيعية ومزارع الرز والمستنقعات ونباتات التمثيل الضوئي. إضافة إلى البراكين. وهذا يدعم نظرية احتمال وجود حياة على كوكب المريخ.

استطاع العلماء في السنوات الأخيرة إثبات نظرياتهم عن طريق تحليل الصور المركبة بالأشعة تحت الحمراء الملتقطة عن طريق مسبار كاسيني الفضائي وباستخدام مطياف ذي قوة عالية جدا في مدى التقريب، وعن طريق السفن المدارية مثل سفينة – مارس إكسبرس -. وقد استخدم المقرب – تلسكوب – الكندي الفرنسي الموجود بجزر الهاواي في قياس مقدار وجود غاز الميثان، ولكن النتيجة كانت غير مشجعة لضعف الإشارة المستقبلة.

اكتشف الميثان على سطح الغلاف الجوي للمريخ عام 2003. وهناك بعض العمليات الجارية التي يجب أن تدفعه إلى الغلاف الجوي كي توازن تحطيمه المستمر بضوء الشمس. عند ارتفاع 60 كم أو أكثر فوق سطح المريخ تتفكك جزيئات الميثان عن بعضها عن طريق الإشعاع فوق البنفسجي. ويعتقد أن عمر الميثان على المريخ طويل جداً وهو ينفث بطريقة حافظت على توازنه في الغلاف الجوي. وقد يكون هناك نوع من البكتيريا تنفثه إلى الفضاء الخارجي أو تفاعلات الصخر المائي - تفاعلات كيميائية في مياه خفية (تحت سطحية شاسعة وكبيرة) - كما يحدث في قيعان البحار على الأرض. إن تغيرات الميثان على سطح كوكب المريخ محيرة. فقد يكون ناتجا عن وجود حياة، أو مخازن كبيرة على سطح المريخ.

سبق أن قمت بدراسة صور ملتقطة لكوكب المريخ في عام 1990 – 1991، وكانت جزءاً من بحث الدكتوراه في بحث مدعوم عن طريق معمل كوم ساتCOMSAT للأقمار الاصناعية عن طريق وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا). كان هدف بحثي فقط التأكد من وضوح الصورة ومن ثم تخزينها بطريقة مناسبة لا مجال لذكرها هنا.

يؤدي غاز الميثان دوراً مركزياً وتحكمياً في صون الغلاف الجوي النيتروجيني. والذي بدوره يمتص الأشعة الشمسية تحت الحمراء، ويدفئ الطبقات الجوية.

الخطوة التالية لحل لغز وجود غاز الميثان على كوكب المريخ هي بعثة وكالة ناسا لمختبر مارس ساينس المزمع إطلاقه عام 2009 يحتوي على أجهزة قادرة على قياس بنية نظير الميثان، ودراسة المركبات العضوية للتربة لمعرفة سرّ تكوين الميثان وتحطيمه.